وزارة الإعلام
صاحبة الجلالة السورية في عيدها الحادي عشر تستحق التكريم والاحتفاء، ليس لأنها السلطة الرابعة، ورائدة الكلمة، بل لأن الصحافة السورية تخوض اليوم أعنف المعارك وأشرسها ، وتتربع على عرش الحياة السورية بكونها شريكاً في النصر ورديفاً لسلاح الجندي الذي لا تغفو عينيه عن تراب الوطن.
وعندما يكون الحديث عن الصحافة السورية لا بد أن تعود بنا الذاكرة إلى بداياتها التاريخية، فالصحافة العربية كما هو معروف حديثة العهد وأول صحيفة ظهرت في المنطقة العربية كانت مع غزوة نابليون، ولكي نثبت تجذر الحالة الصحافية في سورية، لابد من الإشارة إلى أن أول صحيفة صدرت باللغة العربية في زمن الاحتلال العثماني خارج إطار المنطقة العربية هي جريدة "مرآة الاحوال" أصدرها السوري رزاق حسون الحلبي في استنبول عام 1855، وأول صحيفة باللغة العربية ضمن المنطقة العربية هي جريدة حديقة الاخبار الذي أصدرها اللبناني خليل الخوري عام 1858 في لبنان ، الذي هو جزء من سورية التاريخية، فالصحافة العربية تنتسب إلى بلاد الشام وسورية على وجه التحديد.
الصحافة السورية حملت في طياتها وعلى صفحاتها روح الاستقلال والفكر العروبي والقومي، وعبرت عن حالة الانتماء للوطن والعروبة،وبالرغم من حملها هذا المشعل الثقيل لم تضعف يوما ولم تستكين وتتوجه نحو هدفها بكل ثقة وتبات .
تطور الصحافة السورية لم يتوقف يوماً، مع استمرار صدور عدد من الصحف السورية في أحلك الظروف ،والإعلام السوري ازداد حضوره الفعال بعد تعديل قانون الإعلام، وانفتاح وتوسيع المساحة الإعلامية ووجود إعلام خاص، وصفحات تواصل اجتماعي وسائل إعلامية لها دور ها الإعلامي والوطني الفعال الذي ترك بصمته الواضحة بالرغم من امكانياته المحدودة ،وشح موارده .
ولم يكن لهذا التطور أن يستمر لولا دعم القيادة وعلى رأسها الدكتور بشار الأسد الذي كثيراً ما ركز على أهية الإعلام عامة والصحافة خاصة .
ولكي يستمر هذا البريق الخاص للصحافة السورية يجب العمل بشكل دؤوب لتحسين صورة العلاقة بين الأعلام والحكومة، وتحويل مهمة الصحفي من نقل الأخبار إلى تقديم رؤى وانتقادات للواقع لتلقى آذاناً صاغية عند صناع القرار لمعالجة الخلل ومواطن الفساد والتقصير، وتقديم صورة حقيقية للواقع ،والاستمراره في رصد الأخطاء والإشارة إلى السلبيات أينما وجدت.
كما يجب تقديم كافة أشكال الدعم من معنوي ومعلوماتي وتحسين مستوى معيشة الصحفي الذي حمل على كاهله هذا اللواء ليقوم بعمله على أكمل وجه.
مهنة في زمن السلم متعبة، فكيف بها في وقت الحرب والشدائد، وأصعب الحروب هي حرب الكلمة التي استطاع إعلامنا فيها تحقيق النصر بما قدمه من شهداء وجرحى، وأثبت أنه فارس الكلمة والمتقن لفنونها، فالإعلام السوري استطاع أن يحارب بالكلمة كل أساطير الإعلام التي مارست التزييف وبقيت الكلمة السورية صداحة في سماء الإعلام.
تنحني هاماتنا اجلالاً واكباراً لك....كل عام وأنت للأمام.
فراس سعود