باختصار : من ريف السويداء إلى تلعفر

وزارة الإعلام

 

زهير ماجد

تعود سورية الأرض الموحدة والشعب الموحد بالتقسيط إلى ماكانت عليه .. لكن تسارعا في الآونة الاخيرة جعلنا أشد اغتباطا بكل إنجاز جار من هذا النوع. اذ ليس قليلا في مدة لاتتعدى الثلاثة اشهر، يحرر الجيش العربي السوري مالايقال عن اربعة آلاف كيلومتر مربع، ليصبح المجموع المحرر حسب الاحصاءات العسكرية اربعين الفا من الكيلومترات المربعة، اي بما يوازي ربع مساحة سورية تقريبا واكبر من مساحة لبنان باربع مرات.


اعطاكم الله العافية يابواسل الامة ويامن كان الرهان عليكم، فنجحتم فيه وقدمتم صورة مشرقة لوطن في بانوراما امة ماهو خارج قدرة العقل البشري على الاستيعاب .. ومن المؤكد، ان الاسرائيلي يشند غيظا، ومعه الاميركي ومن دعموا وقدموا للارهاب سبل حياة وقوة وممارسة.


كل ريف السويداء في قبضة رجال الجيش العربي السوري، مايعني أن الخطوة محاكاة لمعارك قادمة اصبح فيها النصر ايضا مؤزرا ، سواء في دير الزور او في الرقة. فما صار في ذلك الريف لم يكن ابدا في ماتشتهيه وتريده الولايات المتحدة، او تتمناه اسرائيل، هي خروج على هندسة رسمها المخططون الاميركيون ووضع لها اللحن الاسرائيلي.


هو بداية عصر، والحقيقة انه بداية خلاص لاكبر معارك التاريخ الحديث وحتى القديم، بل لاكبر المؤامرات التي واجهت سورية فاسقطها جيشها وشعبها ووعي قيادتها وشجاعتها وكل حليف وغى مآلات المؤامرة وشكلها وما تبتغيه.


هذه الصورة المزدحمة بما سبق وبما سيأتي، هي جزء في معنى الكل في سورية، وهي ايضا سؤال كبير برسم تلعفر العراقية التي توضع امامها المزعجات كي لاتقفل الحرب على العراق ايضا. فلماذا يمنع صراحة وبكل هواجس الخوف منه الحشد الشعبي من ممارسة دوره ، وتكون الاسباب واهية.


يراد للعراقيين التعثر في النهايات كي تصبح البدايات ايضا ناقصة وبالتالي تصبح النتائج العامة تحريرا مشكوكا فيه. اللعبة الجهنمية اذن تختار اللحظة المناسبة، فيقول الاميركي بلسان قائدهم العسكري ان معركة تلعفر صعبة ومعقدة، هو يرسم سلفا خياره كي يلزم به العراقي, ويضعه بالتالي امام نتيجة من قبل ان تبدأ المعركة.


لكن الأمر ليس بهذه السهولة، فمثلما رسم الاميركي في التنف خطا للسوري بعدم تجاوزه ، لم يلتفت السوريون اليه، بل فعلوا ماهو المفروض ان يفعلوه من تحرير، وبذلك سقطت المحاولة الاميركية التي لابد ان ترد في مكان آخر يعيه السوري تماما. فلماذا اذن ينصاع العراقي، واسمعوا جيدا مايتحدث به مسؤول حزب الله العراقي حول العلاقة الوطيدة بين الاميركي و” داعش “، بل الحرص الاميركي على ان لايتم القتل النهائي لهذا التنظيم الارهابي كي يظل على دور، بل الحاجة اليه ماسة عند الضرورة، بل لابقاء الاقطار العربية مرهونة له في كل المناسبات.


ومثلما فتحت معركة ريف السويداء الطريق استراتيجيا امام الجيش العربي السوري لمرحلة جديدة تكرس تعزيز التحرير الشامل للارض العربية السورية، فان لدى العراقي كل الامكانيات لتجاوز اللعبة التي يراد لها ان تجعل من معركة تلعفر في حجم معارك الموصل واكثر .. واذا كان الخيار السوري لامرد له وليس من عوائق يمكن ان تقف في طريقه مثلما كان وماسيكون، فلدى القوات المسلحة العراقية ان يكون خيارها المقبل كما هي تراه وليس كما يراد لها ان تفعله، خصوصا وانه لاخيار من معركة تلعفر وليس من تراجع عنها.

 

2017-08-12