في الذكرى 69للنكبة... تبقى القضية الفلسطينية حاضرة بفضل صمود أبنائها ومقاومتهم

وزارة الإعلام

 

 

 

يحيي أبناء الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة والشتات ومعهم كل العرب يوم غد الذكرى التاسعة والستين لنكبة فلسطين واغتصابها من قبل الصهاينة حيث شكلت النكبة مفصلا تاريخيا قاسيا لا تزال تداعياتها وآثارها ماثلة وحاضرة في تفاصيل الواقع السياسي والاقتصادي

والاجتماعي للمنطقة بشكل عام.

 

ومنذ الخامس عشر من أيار عام 1948 وحتى يومنا هذا ما زال الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة العربية يدفعون ثمن هذه النكبة وثمن وعد بلفور المشؤءوم الذي أقرته حكومة بريطانيا في الثاني من تشرين الثاني 1917 حيث يستمر الكيان الإسرائيلي الغاصب بارتكاب

المجازر والجرائم بحق هذا الشعب والإمعان في الاستيلاء على الأرض الفلسطينية وتهويدها.

 

ورغم حجم الألم الذي يحمله مصطلح النكبة إلا أنه لا يعبر بشكل كامل عن حجم الكوارث التي حلت بفعل زرع كيان الاحتلال في أرض فلسطين العربية الذي تسبب بماساة إنسانية تمثلت بالمجازر التي ارتكبتها العصابات الصهيونية مثل الشتيرين والهاغانا والإبادة الجماعية

التي مورست بحق الفلسطينيين وقيامها بتشريد عدد كبير منهم خارج ديارهم تحت وقع المجازر الدموية لتلك العصابات الصهيونية في أيار من العام 1948وما قبله بسنوات.

 

ومع مرور هذه السنوات الطويلة تبقى نتائج النكبة من تشريد وقتل وتدمير وصمة عار في جبين المجتمع الدولي ومنظماته ومؤسساته القانونية حيث استولت عصابات الإرهاب الصهيونية بمساعدة من سلطات الاحتلال البريطاني على القسم الأكبر من أرض فلسطين وقتلت نحو

10آلاف فلسطيني في مجازر مروعة من دير ياسين إلى الطنطورة وصفورية وحيفا وبلد الشيخ وغيرها وشردت أكثر من 900 ألف من منازلهم وقراهم وحولتهم إلى لاجئين في دول الجوار وشتى بقاع الأرض.

 

ووفقا لما يؤكده العديد من المؤرخين والباحثين فإن عملية التهجير القسري للفلسطينيين تمت بشكل مبرمج ومخطط بهدف تطهير فلسطين من سكانها العرب فيما واكبت عملية التهجير القسري حملات مكثفة من الإرهاب والمجازر والتي شكلت إحدى الأسباب الرئيسية لترك عرب

فلسطين لقراهم ومدنهم.

 

وحتى يومنا هذا تواصل سلطات الاحتلال عمليات الطرد والتهجير القسري بحق الفلسطينيين من خلال هدم البيوت في القدس المحتلة والضفة وتدمير آلاف المنازل ومصادرة الأراضي وضمها لغرض بناء جدار الفصل العنصري على أراضي الضفة والاعتداء على المسجد

الأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية عدا عن الاعتداءات المتكررة على قطاع غزة وأهله وتدمير بناه التحتية وخنقه بحصار جائر مستمر منذ سنوات طويلة.

 

كما تتواصل مأساة اللاجئين الفلسطينيين من خلال رفض كيان الاحتلال المطلق مستندا إلى الدعم الغربي اللامحدود لتنفيذ القرارات الدولية المتعلقة بحق اللاجئين في العودة إلى ديارهم وتعويضهم عن الأضرار والمعاناة الكبيرة التي لحقت بهم.

 

وعلى الرغم من حجم التآمر الدولي والمحاولات الصهيونية اليائسة لكسر إرادة الشعب الفلسطيني إلا أنه يواصل مقاومة الاحتلال ومواجهة مشاريعه التهويدية عبر الثورات والانتفاضات المتتالية وابتكار أساليب النضال من الكفاح المسلح إضافة إلى أسلوب الإضراب عن

الطعام من قبل الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال لإرغام الاحتلال على الانصياع للمطالب والحقوق المشروعة.

 

وليس بعيدا عن معاناة الفلسطينيين وآلامهم فإن جرائم كيان الاحتلال الإسرائيلي الغاصب طالت الدول العربية من خلال شن حروب واعتداءات متكررة واحتلال أراض عربية كما هو حال الجولان العربي السوري المحتل ومزارع شبعا المحتلة وغيرها إضافة إلى اثارة الفتن

والاضطرابات في المنطقة وتخريب دولها كما يجري في سورية منذ أكثر من ست سنوات حيث تقوم أدوات هذا الكيان وحلفائه الغربيين وشركائه من ممالك ومشيخات الخليج ونظام رجب اردوغان المتمثلة بالتنظيمات الارهابية باستهداف سورية أرضا وشعبا خدمة لمصالحه

ومحاولة للنيل من مواقفها القومية والوطنية الثابتة في دعم مقاومة الشعب الفلسطيني لاسترداد حقوقه كاملة.

 

ومع مرور هذه السنوات والعقود ورغم كل ما تمر به المنطقة العربية من مآس وأزمات مفتعلة من قبل معسكر التآمر والإرهاب تحت مسميات وشعارات زائفة تبقى القضية الفلسطينية حاضرة بفضل صمود أبنائها ومقاومتهم ورفضهم لكل محاولات طمس قضيتهم وتمسكهم

بحقوقهم وكذلك بفضل دعم الشرفاء والمقاومين وعلى رأسهم سورية لهم في معركتهم المصيرية لاستعادة كل ما سلب منهم وإحقاق حقوقهم المشروعة في إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وعودة اللاجئين إلى ديارهم والخلاص من الاحتلال وآثاره البغيضة والذي

لا بد وأن يؤول إلى الزوال.

2017-05-14