فعالية قصصية نقدية للكتاب الشباب في ثقافي أبو رمانة

وزارة الإعلام  
 
 

ستة عشر قاصا وقاصة من الشباب قدموا نتاجهم الأدبي في ملتقى القصة والشباب الحلقة الثانية الذي أقامه المركز الثقافي العربي في ابو رمانة بمشاركة فريق مدى الثقافي ونادي شام للقراء.

وقرأ الشباب المشاركون في الملتقى قصصا قصيرة وومضات على الجمهور الحاضر وعلى اللجنة النقدية التي شكلت لهذه المناسبة وضمت الروائي والناقد الدكتور نذير جعفر والكاتب والإعلامي سامر الشغري بإشراف القاص والسيناريست بشار بطرس.

وكانت البداية مع فاطمة ابراهيم محمد والتي قرأت خاطرة بعنوان /بالألوان/ اعتبرها الدكتور جعفر قصة ذات طابع حداثي بينما رأى فيها الشغري خاطرة لافتقارها لعناصر القصة من صراع وتوتر وحدث.

وفي قصتهِ بعنوان /طبل وزمر/ تناول القاص الشاب محمد بدوي معاناة الطبقات الكادحة من عدم قدرة الشاب في ظل الغلاء المعيشي على تكوين أسرة وأن الحب ضحية من ضحايا منعكسات الحرب على حياة الجيل الصاعد حيث رأى الدكتور جعفر أن عناصر القصة التقليدية كانت مستوفاة وأن القاص حافظ على العناصر الأصلية للبناء القصصي لافتا إلى أن الأساليب الحداثية في هذا العصر أكثر جدوى في ايصال رسالة القاص بينما رأى الشغري أن القصة افتقرت إلى التكثيف مثنيا في الوقت نفسه على قدرة القاص في تجسيد تحول الشخصية من حال إلى حال عبر السرد دون الوقوع في الوصف المباشر للشخصيات لافتا إلى أن القصة تنتمي لفئة الكوميديا السوداء.

 وفي مشاركتها قرأت القاصة نور شعار قصصاً قصيرة جداً غلب عليها الطابع الوجداني حيث رأى الشغري وجود تفاوت بين القصص ما يدل على كون القاصة كتبت هذه القصص وفق حالات عفوية نفسية معينة ما أدى إلى وجود تهويم حول الفكرة مع تمتع القصص بالتكثيف واللغة الجيدة.

وحول قصة الدكتورة روعة سنبل /في حكاية أخرى/ والتي تحدثت فيها عن فتاة ذات ميول مازوخية تغوي رجلا سادياً وتنخرط في علاقة غرامية يحسبها الإنسان السوي جريمة اعتداء رأى حولها جعفر أن القاصة اعتمدت ما يسمى بالراوي العليم بكل تفاصيل الحدث مع قدرة القاصة على استثمار الموروث واستعادته وتوظيفه في تناول ظاهرة معاصرة في حين تحدث الشغري عن غنى القصة بالمفردات ومقدرة كاتبتها على الربط بشكل موفق بين الأفكار.

أما القاصة الشابة نسمة دجني فقدمت قصة بعنوان /نصف كوب من الشاي/ حاولت فيها اتباع طريقة سرد لا نمطية رأى فيها أعضاء اللجنة تفككاً بالأحداث وبانها تعبر عن انفعالات ذاتية وأشارا إلى كونها تتسم بالغموض والتهويم ما يربك القارئء وتجعله يجد صعوبة في فهم الحدث.

أما القاصة علا جبر فقدمت مجموعة من القصص القصيرة جداً حيث اعتبر الشغري أن بعضها اتسم بالمباشرة بينما جاء الاخر غامضاً والقليل منها اعتمد المفارقة فجاء موفقاً بينما رأى الدكتور جعفر أن القصص لا تعدو كونها دفقات شعورية ذات بعد شخصي وذاتي تحمل التسلية فحسب.

وحول ما قدمه القاص الشاب سامي القرملي قال الدكتور نذير.. “كانت أحداث القصة تدور حول الشخصية النموذج وهو نوع مؤءثر من القصص ويمتع القارئ لكن الخاتمة لم تكن موفقة” بينما رأى الشغري أن القصة كلاسيكية الطابع ومكتملة العناصر لكن القاص عبر فيها عن أفكار تدافعت إلى ذهنه فاستعجل في تحويلها إلى نص مكتوب ولم يكثفها.

وقدمت القاصة ملفينا الشيخ مجموعة من الخواطر القصيرة حيث أشار الدكتور جعفر إلى كونها تخلو من الدهشة رغم أن القاصة تمتلك شيئا مبشراً فيما قدمته لكن عليها المثابرة والاجتهاد أكثر في حين رأى الشغري أن القصة تفتقر إلى المفارقة والابتكار وأن امتلاكها للغة جميلة وحده ليس كافياً.

وفي ختام الفعالية قدم القاص والسيناريست بشار بطرس عدة نصائح قيمة للكتاب الشباب وأكد على أهمية تحقيق الدهشة وكسر أفق المتوقع في النصوص الأدبية لافتا إلى تعذر تحديد أسس واضحة يمكن للقاص اتباعها في كل مرة ليجعل من قصته جميلة.

وحول الفعالية عبر الكاتب والناقد سامر منصور عن سعادته بقيام مثل هكذا فعاليات زاخرة بالمواضيع المتنوعة والمواهب المبشرة التي تشي معظم النصوص التي قدمتها باجتهادها وعدم استسهالها للكتابة عبر هذه الفعالية الداعمة للمواهب الشابة حسب تعبيره معتبرا أن ملاحظات اللجنة اتسمت بالنقد الموضوعي والشفاف والذي تفتقد إليه فعاليات أخرى والتي يغلب عليها المجاملات والمداهنة.

 

2017-03-25