إدراج صابون الغار الحلبي على قائمة التراث الثقافي اللامادي لليونسكو.. . بصمة التاريخ في وجه التحديات
تم اليوم إدراج صابون الغار الحلبي، على القائمة التمثيلية للتراث الثقافي اللامادي لدى اليونسكو، حيث يمثل هذا الاعتراف تكريماً للفن التقليدي لصانعي الصابون في حلب على مرّ العصور، وتجسيداً لصمود مدينة حلب وأهلها الذين واجهوا ويلات الحرب والعقوبات الاقتصادية والآثار المدمرة للإرهاب، ومازالوا يواجهونها اليوم.

أُعلن عن هذا الإدراج خلال الدورة التاسعة عشرة للجنة الحكومية الدولية لصون التراث الثقافي اللامادي التي عُقدت في الباراغواي.

 وسلّط الضوء على الأهمية المستمرة لحرفة صناعة صابون الغار الحلبي، التي تمتد جذورها لأكثر من 4,000 عام، هذه الحرفة التي تمثّل الهوية الثقافية السورية وبراعة شعبها، إذ تتناقلها الأجيال جيلاً بعد جيل، رغم التحديات.
لقد حافظ أهل حلب على هويتهم الوطنية وقدموا لنا إرثاً شاهداً على قيم الاستدامة والتعاضد ، قيم يتعلم منها العالم خصوصاً ونحن اليوم نواجه في حلب وسورية ومنطقتنا كلها واقعاً صعباً من الحرب والنزوح والعقوبات الاقتصادية الجائرة ومحاولات تقسيم الدول وإبادة الشعوب ومحوِ تاريخها.

وفي هذا السياق، قال فارس كلاس، عضو مجلس أمناء الأمانة السورية للتنمية: “تأتي هذه المحطة في مرحلة حرجة بالنسبة لحلب، المدينة التي يزيد عمرها عن 12,000 عام، والتي لا تزال تواجه تحديات جديدة ومعقدة، لقد فرض الحصار الأخير من قبل القوى المتطرفة خطراً كبيراً على حياة الناس، وعطّل سبل عيشهم، وهدد الهوية الثقافية لحلب التي لطالما كانت ركيزة لصمودها”.

وأضاف: “هذا الإدراج يتجاوز كونه مجرد اعترافٍ بالتراث، بل هو شهادة حيّة على روح حلب، إنه شعلة للأمل ودليلٌ على تصميم حلب الذي لا ينكسر لحماية هويتها في وجه كلِّ الصعاب والتحديات”.

اليوم، يواجه صانعو صابون الغار الحلبي تحديات جسيمة، بما في ذلك تدمير المصابن التاريخية، وعدم الاستقرار الاقتصادي، وآثار الحرب المستمرة، ورغم كل ذلك يواصل الحرفيون المضي بهذه الحرفة العريقة لضمان بقائها واستمرارها في عالمٍ سريع التغير.
2024-12-03