عادة ما يلجأ المرء لتصفح هاتفه الذكي في الكثير من المواقف والأماكن، سواء كان ذلك أثناء ركوب الحافلة أو عند الجلوس في غرفة انتظار الطبيب أو حتى أثناء الجلوس على الأريكة لمشاهدة فيلم ممل مساء، وفي كثير من الحالات يحتاج المرء إلى إرادة قوية لكي يتخلى عن مثل هذه العادات.
ويخشى كثيرٌ من الآباء أن يتحول استعمال أطفالهم للهاتف الذكي إلى نوع من الإدمان، ولكن تيم ألدرينك رئيس المعهد النفسي بمستشفى شون كلينك في شليشفيغ هولشتاين بألمانيا، أوضح أنه لا يمكن تحديد إدمان الهواتف الذكية ببساطة من خلال الإمساك المستمر بالأجهزة الجوالة.
وأضاف أن "هناك معايير مختلفة لتحديد مدى إدمان الهاتف الذكي".
فقدان السيطرة
وعند الحديث عن إدمان الهواتف الذكية، فإن فقدان السيطرة يعتبر من الأمور المهمة، حيث لا يتمكن المرء من التحكم في سلوكيات استعمال الهاتف الذكي، فيستعمله في المواقف غير المناسبة، مثلا عند تناول طعام العشاء في مطعم مع الأصدقاء، أو عندما يكون المرء متعبا ويحتاج إلى النوم، ولكن لا يمكنه التوقف عن استعمال الهاتف الذكي.
ويمكن ملاحظة الإدمان المحتمل للهواتف الذكية عندما يكون هناك تحول كبير في الأولويات، وذلك عندما تتراجع مهام العمل أو الهوايات وتصبح أقل أهمية من استعمال الهاتف الذكي. وتتضح المشكلة أيضا عندما تظهر العواقب السلبية لاستعمال الهاتف الذكي، ومع ذلك يستمر المرء في استعمال جهازه الجوال بشكل مفرط، وخاصة إذا ابتعد الأصدقاء عنه أو كانت لديه مشكلات في المدرسة.
وأشار ألدرينك المتخصص في إدمان الهواتف الذكية، إلى أن مدة استعمال الهاتف الذكي ليست مؤشرا على إدمانه، وأضاف أن هناك كثيرين يستعملون الهاتف الذكي لمدة 5 ساعات يوميا خارج السياق المهني، لكن هناك شيئا آخر أكثر أهمية: "إذا لم يُستعمَل الهاتف الذكي للمتعة أو التسلية، بل للهروب من الوحدة أو الإحباط، فإنه عندئذ يصبح مشكلة".
تدابير بسيطة
ومن ضمن التدابير البسيطة التي تساعد المرء على التخلص من إدمان الهاتف الذكي، إيقاف الإشعارات بما في ذلك التنبيه بالاهتزاز، وهناك خصائص مثل "وقت الشاشة" (Screen Time) بالأجهزة العاملة بنظام آبل "آي أو إس" (IOS) أو تطبيق "ديجتال ويلبنغ" (Digital Wellbeing) لأجهزة غوغل أندرويد (Android)، توضح للمستخدم عدد المرات التي استعمل فيها الهاتف الذكي ومدة الاستعمال، وقد تمثل هذه الأرقام دافعا قويا للحد من استعمال الهاتف الذكي.